U3F1ZWV6ZTM3NTU4ODE3MjEzX0FjdGl2YXRpb240MjU0ODk1NzkwNDI=
recent
آخر المقالات

من يعيد لسوق أموكر هيبته المفقودة ..؟؟ مراسلة من الأستاذ علي حادون









أموكر بين الماضي والحاضر 


مراسلة : من الأستاذ علي حادون 


من يعيد لسوق أموكر هيبته المفقودة ..؟؟
 لكل منطقة من البوادي المغربية يوما مخصصا للتسوق يطلق عليه السوق الأسبوعي ، وقد ارتبط الأسواق الأسبوعية عادة بمجموعة من الظواهر الاجتماعية المتجدرة في تاريخها العريق ، منها ما هو موروث من الحقلة المرتبطة بالفترة الاستعمارية ومنها ما هو مرتبط بالعادات والتقاليد المحلية ، وعلى هذا الأساس تتجلى أهمية الأسواق الاسبوعية في البوادي لما لها من أثر ودور اقتصادي حيوي ظلت تلعبه بشكل فعال على مر السنين ...
لا أحد منا ،ممن عاصروا فترة الثمانينات وبداية التسعينات القرن الماضي ، ينكر الأهمية البالغة التي كان يحظى بها السوق الأسبوعي بأموكر ، ولا شك أن كثير من هؤلاء يشعر بأسف شديد لما آل إليه ذلك المكان الذي كان في الماضي القريب يعج بالحركة نظر لمختلف الأنشطة التجارية رغم بساطتها ، إلا أنها كانت مورد رزق عدد كبير من الأسر حيث كان يقصده "المتسوقون " من جميع الدواوير التابعة لقيادة أموكر والذين يمثلون مختلف فخدات منطقة أيت جرهور ( أيت عمر وحدو + أيت موسى اوحدو )  إضافة إلى قبائل أيت يحيى ... ولفترة طويلة ظل هذا السوق مرتبطا بيوم السبت ، خلال هذا اليوم يتوافد الزوار بأعداد كثير على ظهور دوابهم المزينة بأحسن ما يملكون من زرابي ، نحو السوق فيقمون بربط دوابهم في مكان مخصصاها يسمى "فندق" مقابل ثمن رمزي (1,5 درهم ) يعتبر ضمن مداخيل الجماعة المحلية ومن أجل العناية أكثر بالبهائم وحمايتها من ألم الأحجار تحت حوافرها خاصة وأنها تقطع مسافات كبيرة مسالك حجرية فإنها تقام لها عملية التقليم الحوافر  ( التسمار ) وتجديد حوادتها ( صفيحة حديدية توضع تحت حوافر البهائم استعدادا لنشاط فلاحي حيث الدابة تشكل وسيلة مهمة إلى  جانب الفلاح ... إلى جانب هؤلاء " الحدادة أو المعلمية " نجد رحبة خاصة لببيع وشراء مختلف أنواع الحبوب والقطاني خاصة ، القمح ،الشعير ، الذرة ، إضافة إلى الفول ، خلال تلك الفترة كانت الحركة التجارية مزدهرة وكان السوق الاسبوعي يفي بالمتطلبات الضرورية للمنطقة ويوفرجميع حاجيات الساكنة .وغير بعيد عن الرحبة نجد عددا من تجار الخضر والفواكه بالتقسيط مصطفين في صفوف منظمة عارضين كل ما توجد به المنطقة من خيرات فلاحية طبيعية وبأسعار جد مناسبة غالبا ما تنفذ كميات الوافرة قبل صلاة الظهر .
أما محلات الجزارة فيتراوح عددها حوالي 08 محلات ، لكل جزار زبنائه الأوفياء وغالبا ما يحاول إرضائهم بكا مايملك وبدون تحايل ولا خداع ... تذبح الذبائح  وتباع يومها كها أنالتأخر في اقتناء اللحوم قد يحرم كثير من المتسوقين من الحصول على حصتهم من هذه المادة ... وهناك دكاكين أخرى مخصصة لباقي المواد الأساسية تجدها منتشرة في أرجاء السوق وتوقر الحاجيات الضرورية لسكان المنطقة خاصة الشاي والسكر والزيت ، والدقيق وقنينات غاز ... أما المقاهي فقد اتخذت اساسا للترويح عن النفسبعد عناء السفر من القرية نحو السوق لدى البعض ، ونظرا لبساطة من الفضاءات وقلة إمكانيتها وتجهيزاتها المحدودة فقد لا تجد فوق رفوفها إلا مشروبين إثنين ، براد شاي ومشروب غازي إضافة إلى علب سردين تعتبر غذاء كل من لم يسعفه الجوع للعودة إلى منزله ، كانت جل هذه المقاهي تفترش حصائرالدوم في الغالب إضافة إلى بعض الكراسي والطاولات الخشبية لكنها رغم ذلك تعد من بين أحسن الأماكن التي يتلقى فيها الأقارب والمعارف والأصدقاء فيتبادلون أخبارهم وما استجد منها ، في طل انعدام أي وسيلة من وسائل التواصل أنذاك .
كانت الجماعة القروية لأموكر تضم حينئد ،قبل إنشاء جماعة أيت يحيى أكثر من 23 دوارا ما يعني عدد سكان مهم ، 
هؤلاء السكان يعتبر السوق الاسبوعي لأموكر مصدر احتياجاتهم الضرورية سواء من حيث المواد الغذائية أو الوثائق الإدارية اللازمة وكانت الجماعة القروية كمرفقا عموميا رغم ما عرفته من اختلالات واستبداد بيروقراطي في تسييرها إلا أن مواردها البشرية التي تعتبر من معظمها محلية ، عرفت بتفانيها ةاخلاصها في أداء واجبها المهني خدمة للمواطن البسيط ..
كان أيضا للحاطم الجماعاتي أو الحاشم بالعامية المحلية دور فعال في فض النزاعات بين المتنازعين سواء كانوا أبناء نقس الدوار أو بين دوارين متجاورين أو حتى بين مختلف القبائل المتنازعة ..ومن أهم القضايا التي تعرض أمام الحاكم ما يتعلق بالعرف المحلي ومدى خرق أهم قواعده ، إذا كان لشيخ القبيلة أمغار سلطة السهر على احترام العرف المعول به ، على سبيل المثال في تنظيم عملية السقي وما يرتبطها من تنقية السواقي من الأوحال أو إعادة مياه السقي إلى القنوات من السد بعد أن تغمرها السيول ... إلخ  وقد استطاعو سلطة الحاكم فرض انضباض الجميع لمكانة العرف واحترامه وذلك بفضل الاختصاصات التي منحها إياه المشرع .
الآن وقد فقد السوق الأسبوعي لمركز أموكر بريقه وإشعاعه لعدة أسباب و اعتبارات  ذاتية وموضوعية وأخرى خفية ... ألم يحن الوقت بعد لإعادة إحياء هذا السوق الاسبوعي ؟ وما هو السبيل لذلك ؟ 
- هل هناك أياد خفية تساهم في إبقاء الوضع على ماهو عليه ؟؟
ماالفرق بين مركز أموكر "أو بالأحرى المجلس القروي أموكر " وبين المناطق الأخرى التي مازال فيها السوق الاسبوعي يحافظ على إشعاعه (أوتربات ،بوزمو،النزالة ، كراندو ...) وأخرى ثالثة في طور إنجاز سوقها الأسبوعي ( أيت موسى وعلي ) رغم قربها من مركز الريش ...؟؟

بقلم  ذ.علي حادون 



















الاسمبريد إلكترونيرسالة