U3F1ZWV6ZTM3NTU4ODE3MjEzX0FjdGl2YXRpb240MjU0ODk1NzkwNDI=
recent
آخر المقالات

عبد الله أوجلان ... قائد شعب وزعيم ثورة ؟ أم بطل كرتوني وزعيم منظمة إرهابية ؟










عبد الله أوجلان ...قائد شعب وزعيم ثورة ؟أم بطل كرتوني وزعيم منظمة إرهابية ؟  

بقلم : جمال حمي 


لاشك أن لكل إنسانٍ في هذه الدنيا قدوة ومثل أعلى يحاول الإحتذاء به وقد يكون هذا القدوة بالنسبة إليه قائدًا أو زعيمًا أو فيلسوفًا أو عالِمًا أو كاتبًا ....إلخ وبالتالي يمكننا هنا القول : قل لي من هو قدوتك ومُلهمك ومثلك الأعلى في هذه الحياة ، أقل لك من أنت ،  وعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكوردستاني PKK كغيره من الناس كان لديه قدوة ومثل أعلى أراد أن يُقلده ويحذو حذوه ، لكن مثله الأعلى لم يكن أحدًا من قادات وزعماء الثورات والإنتفاضات الكوردية كمحمود البرزنجي وعبد السلام بارزاني والشيخ سعيد بيران وسيد رضا والقاضي محمد والملا مصطفى بارزاني وغيرهم رحمهم الله ، بل كان ينظر إلى هؤلاء العظماء بعين الإزدراء والإحتقار وكان يقول عنهم أن هؤلاء كانوا متخلفين ورجعيين وقال أيضًا في إحدى مرافعاته أثناء محاكمته أن الشيخ سعيد بيران كان رجعيًا وعميلًا للإنكليز وأنه لو كان في زمن كمال آتاتورك مؤسس الجمهورية التركية لوقف إلى جانبه ولحارب معه الشيخ سعيد بيران وقضى عليه !


عندما كان أوجلان يدرس في كلية العلوم السياسية في أنقرة في منتصف سبيعينيات القرن الماضي حيث كان الفكر الماركسي والشيوعي ينتشر بين طلاب الجامعات كإنتشار النار في الهشيم آنذاك إلى جانب فكر ما يسمى بالكماليزم ، فأُعِجب أوجلان كثيرًا بشخصية كمال آتاتورك وستالين فقال لنفسه : إذ كان أتاتورك أبو الأتراك وستالين أبو الروس فأنا أريد أن أكون عمًّا للكورد ! وهذا ما ذكره بنفسه لأستاذه ومعلمه الذي كان يحبه ويثق به كثيرًا وهو  الدكتور التركي المختص في علم الإجتماع " يلجين كوجوك " وقد ذكر يلجين هذا الكلام في كتابه " عقد في الحديقة الخلفية لكوردستان " ومن هنا نفهم أن أوجلان لم يجد بين الكورد أي زعيم كوردي ليتأسى به ويأخذه قدوة له وإنما كان قدوته ستالين وأتاتورك وآيادي هذين الرجلين كانتا تقطران بدماء الكورد ! ، وبالتالي فإن أوجلان دفعته نزعته القوية نحو العنف وسفك الدماء والإجرام  إلى التأسي بمجرمين وقتلة مثل ستالين وأتاتورك ، فهو لم يجد ضالته وما يُرضى نزعته نحو سفك الدماء في زعماء الثورات الكوردية ، وحتى الفنان الكوردي شفان برور الماركسي الهوى وفي إحدى لقاءاته الإعلامية مدح كمال آتاتورك كثيرًا وقال أنه كان إنسانًا عظيمًا لأنه قضى على ما أسماه شفان ( فوضاليزم ) وهو طبعًا كان يقصد هنا الفوضاليزم بالشيخ سعيد بيران وسيد رضا وغيرهما اللذيّن قضى أتاتورك على ثورتيهما ! 


وقبل سنوات قام البروفيسور " فاميك فولكان " وهو أشهر عالم أمريكي في التحليل النفسي السياسي بتحليل شخصية أوجلان وأسامة بن لادن ونشر تحليله  في كتابه " رابطة الدم من النضال إلى الإرهاب " وإعتمد في تحليله عن شخصية أوجلان على كتاب " الدكتور " يلجين كوجوك " عقد في الحديقة الخلفية لكوردستان " والذي كان عبارة عن إعترافات أوجلان ليلجين عن طفولته ونشأته وأسرته والأحداث التي جرت معه في قرية " عمارة " التابعة لولاية أورفا التي ينحدر منها أوجلان ،  حيث قال الدكتور فاميك : أن أوجلان تحطمت ذكوريته في طفولته " بسبب أمه القوية والمتسلطة والمسيطرة ( عويش )  والتي كانت تجعل من أمام بيتها كل يوم مايشبه المسرح ، حيث كانت تصرخ وتسب وتشتم والد أوجلان " عمر " وتشتم أوجلان أيضًا وكانت تهين زوجها العجوز الضعيف ذو الشخصية الضعيفة أمام أبنائه وأمام الجيران وكل أهل القرية إلى درجة أن والد أوجلان والذي يفترض به أن يكون المثل الأعلى كرجل لأوجلان كان يهرب إلى الجبال المحيطة بالقرية وكان يبكي هناك ويصرخ وكان أوجلان يتبعه وكان يشاهد والده بهذه الحال ، فسقط والده كرجل من عينه وكذلك سقطت والدته من عينه أيضًا وسقط هو من عين نفسه وكره كل من في القرية لأنهم كانوا يسخرون منه ومن أبيه ،  وكان يقول ليلجين : كم كنت أشعر بالخزي والعار من أبي وأمي !


ثم ذكر البروفيسور فولكان أن إعترافات أوجلان بتصفية 15 ألف من أفراد تنظيمه ، إنما يدل على أن الرجل كان ينتقم من مجتمعه ، وكل جرائمه بحق أبناء شعبه كانت تأتي في سياق رجل مريض ينتقم من شعبه ، فكل كوردي كان يأمر أوجلان بتصفيته إنما كان ينتقم من أبيه وأمه وأسرته وجيرانه وأبناء قريته ، وكل قرية كوردية تم تدميرها بسبب عمليات الجيش التركي ضد تنظيمه الذي كان يختبئ فيها بين المدنيين كانت بالنسبة إليه كإنتقامه من قرية " عمارة " التي كانت تسخر منه ومن أبيه وأمه ، فالشعب الكوردي كله بنظره هم أبناء قريته الذين كانوا يسخرون منه ومن والده ، وهذا حال زعماء المنظمات الإرهابية ، متعطشون إلى الدماء ،  وتعطشهم هذا مرده الإنتقام من مجتمعاتهم وواقعهم وبيئاتهم  والناتج عن طفولة مشوهة ومحطمة . إنتهى .


وفي قناعتي أيضًا لو نظرنا إلى كلام أوجلان الذي جاء في الكتاب المنسوب إليه ( كيف تعيش ) نجده يهين نساء الكورد ورجالهم أيضًا ، فقد قال في هذا الكتاب : إن النساء الكورديات تنبعث منهن رائحة كريهة وجسدها بارد فقدن جذوة الروح ، وقال أيضًا أن عقل المرأة الكوردية بليد وجامد وأنها لاتستطيع الخروج من تحت ظل زوجها ، وكذلك آهان رجال الكورد وقال : إن أعظم رجال الكورد يمكن أن يتحول إلى مجرم في لحظة  بسبب شتيمة أو من أجل زوجته أو عشيرته أو حتى من أجل دجاجة ! 


ومن هنا يتضح لنا جليًا  أن شخصية أوجلان لاتصلح لأن تكون شخصية زعيم وقائد ثوري ولا بأي شكلٍ من الأشكال ،  لأن قادات وزعماء الثورات لم يكونوا قدوة له بل المجرمين والقتلة أمثال ستالين وأتاتورك وغيرهما من طغاة ومجرمي الأرض ، ولعل المثل العربي الذي يقول : الإعتراف بالذنب فضيلة ومن فمك أدينك يضع حدًا لكل هذا الجدل ، فأوجلان نفسه قد إعترف على نفسه أثناء محاكمته بأنه كان يقود منظمة إرهابية وأنه إرتكب جرائم بحق الجنود الأتراك وإعتذر لأمهاتهم في المحكمة وطالب القضاة بعدم الحكم عليه بالإعدام وقال لهم أيضًا إن حياتي أفضل لكم من قتلي وأنا مستعد لأن أقدم الخدمات للدولة التركية ، وبالتالي فإن الرجل لم يصنف نفسه كقائد ثورة وزعيم شعب ، وحتى الصحافة العالمية كتبت في اليوم الثاني من تقديم أوجلان إعتذاره على جرائمه وتحت عناوين مختلفة وكانت في حالة صدمة شديدة مثل : إنه بطل من ورق ، جبان وخائن ، كنا نحسبه رجلًا ذا قيمة : وحتى المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية خرج يومها ببيان وقال فيه : نصيحتنا للأتراك أن يبقوه حيًا وأن لايقتلوه حتى لايصبح بطلًا في عيون المخدوعين به .

الاسمبريد إلكترونيرسالة