الفرق بين الكفايات والقدرات
إذا كانت الكفايات يمكن اقتراحها كأهداف بعيدة المدى لمخطط تعليمي أو تكويني فإنها لابد أن تنحل إلى قدرات Capacites، وهي أهداف
قريبة أو متوسطة المدى. تقترب في مستوى عموميتها من الأهداف الصنافية.
إن الكفايات تعي نتائج التعلم المعقدة والتي تبدو مثل حصيلة المكتسبات السابقة والتي تمكن من السيطرة على فئة من الوضعيات، وهي تكون للاستعمال المدرسي أم لغيره وتصلح لصياغة المرامي البعيدة التي يمكن من خلالها بناء مخطط تربوي. فيحين أن القدرات وعلى المستوى البيداغوجي، هي مراقي افتراضية Categories hypothetiques، تسمح في البداية بتحديد المحاور التي سيعمل المدرسون والمكونون
حولها، على تنظيم تدريس وتدريب ممنهج لنفس الأشخاص خلال فترة معينة. ان القدرات مراقي للتواصل تسهل وضع أنشطة بيداغوجية منسجمة ومتوافقة وتحديد آثارها في مسار معين.
ويمكن تحديد القدرات بالاعتماد على مجالات التعليم والتكوين الثلاثة والتي تمحورت حولها معظم صنافات الأهداف وهي:
- المجال المعرفي.
- المجال الوجداني.
- المجال الحسي - الحركي.
ويبقى مفهوم الكفاية في جميع الأحوال أعم وأشمل، بحيث تتضمن الكفاية الواحدة وبشكل تفاعلي ولولبي عددا من القدرات المعرفية والوجدانية والحسية الحركية والي تتألف داخليا لتشكل وحدة غير مرئية تعمل داخل الإنسان وبإرادته وتمكنه من إنجاز مهام وحل إشكالات في وضعيات مختلفة.
لكن الكفايات والقدرات معا تستجيب في نفس الوقت للطلب الاجتماعي المنشود، على سلم من القيم والأخلاق، فلا عجب إذن أن يتم استعمالها من طرف بعض الباحثين بمعنى واحد، فبالنسبة لكانيي مثلا تسعى القدرة في عمقها إلى تحقيق التكيف مع المحيط، شأنها في ذلك شأن الكفاية.
إن غايات التربية والتي تتبلور في إطارها مواصفات التربية والتكوين هي التي تحدد كذلك واستجابة للطلب الاجتماعي وتحت تأثير الأخلاق، الكفايات والقدرات المرغوبة.
والخطاطة التالية تبين مسار اشتقاق أو بلورة الكفايات والقدرات من الغايات و المواصفات، بحيث يكون المشروع التعليمي (كفايات، قدرات) امتدادا للمشروع
التربوي (قيم ومثل عليا).
كتاب الكفايات في التعليم ص34
د.محمد الدريج