الدليل التربوي لمربيات ومربي التعليم الأولي
نقدم بين أيديكم الدليل التربوي لمربيات ومربي التعليم الأولي تجدون رابط التحميل أسفله :
تلعب مؤسسة التعليم الأولي دورا محوريا في إعداد الطفل وتأهيله للانفتاح الطبيعي والمادي لشخصيته، من خلال تحسيسه بالأمان والمشاركة في بنية المؤسسة مع أطفال يماثلونه سنا، حيث تعمد هذه التربية إلى إذكاء روح الجماعة التي تبدأ بدورها عند الطفل مبكراً، وإقصاء النزعة الفردانية لديه، وفق تدرج يتيح فرصة الاستيعاب، والانتقال البنيوي من الذاتية إلى المحيط الأسري إلى المحيط المجتمعي من خلال اكتشاف قدراته وتغيراته الجسدية وتحديد علاقاته بالنسبة للآخرين وبالنسبة للأشياء المحيط به، ومن خلال قيام مؤسسة ما قبل التمدرس بأدوارها المتعلقة بإدخال الطفل في نطاق نظام المعايير الاجتماعية، لتنمية شخصيته المستقلة بما يساعده على تكوين صورة إيجابية عن نفسه وعلى تنمية مؤهلاته الشخصية، وتمكينه من تطوير قدراته وزيادة الثقة بنفسه وبمن حوله. وقد أشار ميثاق التربية والتكوين إلى أن . التعليم الأولي تهدف إلى تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل، وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية، حيث تجدر الإشارة إلى أنه لا حاجة إلى تأكيد جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق مرحلة التعليم الأولي، لما لها من أهمية كبرى في المسار التربوي والتعلمي اللاحق للطفل(ة)، على اعتبار أن روادها أطفال في سن مبكرة يعيشون مرحلة من أدق مراحل حياتهم. إذ من خلالها تتكون بعض المميزات الانفعالية والملامح النفسية التي يمتد أثرها في توجيه وتكوين الشخصية المستقبلية، وينمو الأطفال نموا سريعا يمس جميع جوانب الشخصية، مما يؤثر على تشكيل الملامح الأساسية للخبرات والمؤهلات، وفيها تتسع الحياة الاجتماعية والبيئة بصفة عامة ،أمامهم، في وقت لا يزالون يرتبطون ارتباطا عاطفيا شديدا ببيئتهم الأسرية الصغيرة.
لهذا أولت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي اهتماما خاصا للتعليم الأولي، على اعتباره القاعدة الأساس لكل إصلاح تربوي مبني على الجودة وتكافؤ الفرص والمساواة والإنصاف وتيسير النجاح في المسار الدراسي والتكويني، حسب ما جاء في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2030/2015 ، ولاحقا في القانون الإطار 51.17؛ حيث عملت الوزارة على إعداد الإطار المنهاجي للتعليم الأولي في وثيقة مرجعية موجهة للمنهاج التربوي، تهدف إلى وضع إطار لمنهاج تربوي وطني يضمن لجميع الأطفال المغاربة أقصى قدر من المساواة في الولوج إلى تعليم أولي يراعي حاجاتهم النفسية والتربوية، ويكسبهم التعلمات الأساس المراد تحقيقها في مجال النمو بمختلف جوانبه الحسية الحركية، والمعرفية والاجتماعية، والعاطفية، في أفق الاستقلال الذاتي...