جذاذة مفصلة لتقديم وضعية مشكلة في مادة الرياضيات =الحصة الأولى =
إنّ بناء الدرس انطلاقا من بيداغوجيا حلّ المشكلة يحفز التلميذ على المشاركة الإيجابية ويدفعه إلى التفكير العلمي والرغبة في التعلّم الذاتي من أجل بناء معارف جديدة، باتخاذ إجراءات أكثر فعالية تقوم على الملاحظة وافتراض الحلول الممكنة ثم الوصول إلى الاستنتاج والاكتشاف، وبذلك يحصل التعلّم وهذا ما حدا بأحد المربين إلى القول بأنّ "المشكلة أم التعلّم" قياسا على قولهم "الحاجة أم الاختراع" وطريقة التدريس التي ينبغي اختيارها في المقاربة بالكفايات هي طريقة الوضعية المشكلة التي يوضع فيها المتعلّم أمام صعوبة معينة تتحداه حتى يشعر بأنّها فعلا مشكلته ويتعين عليه إيجاد الحلّ المناسب لها، باتخاذ التدابير اللازمة واستخدام كافة قدراته.
ويكون دور الأستاذ متمثلا في التوجيه والإرشاد لتذليل العقبات وبناء التعلمات.
1- تعريف الوضعية المشكلة :
إنّ الوضعية المشكلة هي مجموعة من المعارف تدرج داخل سياق معيّن ومحدّد يتم من ورائها دمج المكتسبات لإنجاز عمل ما.
وتنتقى الوضعية من واقع المتعلم المعيش، تصطنع فيها عوائق مؤقتة، متفاوتة التعقيد تتطلب توظيف التعلمات السابقة، وتختم الوضعية المشكلة بنتاج منتظر من المتعلم يمكن تحديده بدقة : نص إبداعي (قصيدة، قصة ...)، أو نص وظيفي أو تخطيط ...
2- عناصر الوضعية المشكلة :
وتتكون الوضعية المشكلة من ثلاثة عناصر :
- السند : وهو مجموعة من العناصر المادية التي يقترحها المدرّس، قد تكون نصا، وثيقة، صورة، لوحة ...
ويحدّد السند بالنظر إلى :
* السياق الذي تتحدّد فيه الوضعية.
* المعلومات التي يتفاعل المتعلم معها، قد تكون تامة أو ناقصة، جديدة أو سابقة.
* الوظيفة التي تحدّد الهدف من النتاج المنتظر.
- المطلوب : وهو توقع الإنتاج المنتظر.
- التعليمة : وهي مجموع المطالب التي تقدم للمتعلم ويشترط فيها الدقة والوضوح، وتحديد معايير كالجودة، وعدد الأسطر، وبعض المميزات الكتابية كأنماط النصوص وأنواعها، أو بعض المصطلحات المدروسة أو المبادئ اللغوية ...
3- أهداف الوضعية المشكلة :
تعزز بيداغوجيا حلّ المشكلات قدرات المتعلم، وتسمح له باكتساب الكفايات الضرورية التي تساعده على التكيّف مع مختلف متغيرات محيطة. ومن أبرز أهداف هذه البيداغوجيا في العملية التعليمية التعلمية ما يأتي :
- اكتساب القدرة على الملاحظة والتأمل.
- تنمية القدرة عل تحليل المعطيات وتنظيمها قصد استغلالها.
- التمرّن على اقتراح الحلول وانتقاء أنجعها.
- الوصول بالتلميذ إلى التعلّم الذاتي والنقد الموضوعي.
- اكتساب الثقة في النفس.
- التعوّد على التعاون مع الأقران ومع الآخرين.
4- خصائص الوضعية المشكلة :
يراعي الأستاذ، في الوضعيات التي يقترحها، الخصائص الآتية :
- المتعلم هو الذي ينجز المهمة المعروضة.
- هي إشكالية لأن المتعلم لم يمتلك بعد ما يلزمه لإنجازها.
- ما ينقص المتعلم هو نفسه ما يحتمل من تعلمات تصاغ في شكل أهداف تعلمية يحققها المتعلم عبر مراحل الحصة دون القفز على الصعوبات بل معالجتها عن طريق القيام بأداءات، قد تكون :
· موارد شخصية أو "معلومات قبلية".
· موارد المجموعة في إطار "عمل جماعي – تفاعل".
· موارد الأستاذ مثل "وثائق، تعليمات، طرائق، بحث ...".
ومن جهة ثانية، يسهر الأستاذ باستمرار على تكييف ممارسته مع ما تقتضيه الوضعيات المقترحة بـ :
- تنويع المسارات البيداغوجية من أجل التكفل الأنجع بالصعوبات الفردية ووتيرة العمل الخاصة بكل متعلم.
- الانتباه إلى ردود الفعل في القسم والتعرّف على أسباب التعثر أو عدم الفهم.
- تشجيع مختلف التفاعلات داخل القسم.
- تنويع تنظيم العمل : الفردي، الفوجي، الجماعي.
5- صياغة الوضعية المشكلة :
ولنجاح صياغة الوضعية المشكلة لابد من مراعاة الآتي :
- الجدة والتشويق.
- تقديم التحدّي للمتعلم أو الإشعار به لإنجاز المطلوب.
- استكشاف المسار لاستثمار معارفه وتعلماته.
- ضبط منحى التفكير الواعي، والتساؤل المثمر لبناء المعرفة وحسن تحويلها وفق معايير ومبادئ وخطوات.
- استقاء الوضعيات من الحياة اليومية للمتعلم، ومن محيطه الاجتماعي والثقافي على أن تكون ذات دلالة بالنسبة إليه ومناسبة لمستواه العقلي والثقافي،
تحميل الجذاذة هنا